كُليماتي خرجت أخيرًا

لا أعرف ما سأكتب ..

لكن مر الكثير فعلا، لي أيام أشعر أني كبرت .. لا أعرف كيف أصف شعوري، لكن فعلا كبرت.

٢٥ عاما ليس بالأمر الهين أبدا، لست راضية عن حياتي بما يكفي، كثيرا ما أتحدث عن الماضي، أتحدث بحديث الشوق والحنين، أتمنى لو ..

حين أحكي لزوجي أني وصلت لهذا العمر ولم أحقق ما كنت أريده وأنا صغيرة ، أتحدث بخيبة ، يخبرني أني أم وهذا إنجاز عظيم

هل .. هل ستحقق لي ابنتي شعور الانجاز الذي توقف مذ مدة؟

لكني كنت أطمح لأن أكون تلك الأم التي هي فخر لأبناءها ..

لا أعرف ما سأكتب ..

هناك شعورا في جوفي لا أستطيع لمسه لا أستطيع إخراجه .. لكنه ثقيل .. ثقيل جداً.

لا أحتفل بيوم ميلادي، لكنه في أول السنة، لذلك أشعر بأنه بداية جديدة وعام مثمر.. هذه السنة، مر يوم ميلادي وبداية العام بهدوء، في الحقيقة، بحثت البارحة عن حساب العمر عند العم قوقل ليحسب لي عمري، وجلست أتأمل (٢٥) طويلا .. لم أصدق أنه فعلا ٢٥ سنة،

بعد التخرج، تنتهي الصداقة المزيفة المغلفة بمكان العمل أو الدراسة، الان لي صديقتان، نتواصل على فترات متباعدة.. إحداهن رأيتها بعد عامين من التخرج، وحين وصلت هنا.. الخبر، عرفت أني وحيدة، لا أحد يحادثني

مخيفة هي الوحدة، تكبت الحكايا التافهة والأخبار اليومية في صدرك حتى تتحول لصخر ثقيل لا يتزعزع.

تمشي بثقل، أشعر دائما بكتمة .. وأقول أنها حساسية تجاه الأكل.. ثم يخبرني ذاك الصخر الذي في صدري أنه هو المتسبب لا الأكل.

كنت مليئة بالأصدقاء والأقارب.. كنت أتحدث بشكل يومي معهم، لكنهم ذهبوا عند أقرب شوكة.. لا أحد يحاول التشبث.

في الحقيقة.. ربما أنا التي لا أرغّب .. ربما أنا التي أبحث عن الوحدة.. لكن الآن أخبركم أنها مرّة وأنها مرعبة.

في رجب.. سنة ١٤٣٦ في آخر يوم دراسي في الثانوية.. مسكت إحدى معلماتي صديقتي وقالت لها: اهتمي بنوره.

أريد الآن أن أوشي بها عند معلمتي، فأنا وصديقتي بعد المشرقين الآن.

انتقلت عن الرياض، إلى هنا .. حيث حياة أخرى.

أضف تعليق