الليلة السادسة

الآن .. الليلة السادسة مذ ولدت “وليد” طفلي الثاني، لا أعرف أين ذهب حماسي لطفلي الجديد أو حتى جنس جديد.. أعرف تلك المشاعر، فهذه التجربة الثانية لي.. ولكني أتساءل حقًا لمَ تذهب كل تلك الحماسة مذ الولادة؟ كنت أبكي لأيام وأدعو أن يهبني ربي الفرج عاجلاً. والآن أتعجب من رغبتي السابقة بطفل آخر حقًا!

الأيام هذه سريعة، لكنها تحفر جسدي بعنف، تكسرني، تجعلني هشة، سريعة الذوبان، معجونة لا يكاد يعرف ما كنها.

أتساءل ما شأن أصابعي لتؤلمني كذلك .. لا أظنها حملت من الحمل أو ساعدت في الولادة بشيء.. لكنه الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

يهمني شعور ابنتي الكبرى، صديقتي وحبيبتي، لا أرغب بكسرها، لا أحب شعور الغيرة التي يهجمها الآن ، يبدو لي أني أحمل همها أكثر منها، حتى أرهقتني الانهيارات التي سقطت علي لمجرد ردات فعلها الطبيعية والمتوقعة.

لا أحب ذاك الشعور .. جربته مرارًا لكني كنت أكبر عمرًا .. أتحكم بتصرفاتي ولم أبد أي رد سوى بضع كليمات قلتها وكانت مثارًا للضحك.

أتمنى من الله أن يحفظ لي ما تبقى من السعادة ويزيدها، فأنا والله أجاهد لأشكره على نعمه التي لا تحصى لأتغلب على هذا الحزن والبكاء غير المبرر بشيء إلا أنه شعور ما بعد الولادة.

الاثنين ١٦/ ٦

فكرتان اثنتان على ”الليلة السادسة

  1. حبيبتي انتِ🤍🤍 ابكي واضحكي واحزني واطلقي العنان لكل مشاعرك 🤍🤍 لفتني توقيت الكتابة..سادس يوم للطفل الثاني..لأني افكر اني اذا رزقني الله بطفل ثاني ف اني بكون بمشاعر حلوة دايماً..تدوينتك رجعتني للواقع..انه ممكن يصير شي غير توقعاتي..وانا احتاج وبشدة للتذكير بأني اخفف من توقعاتي او ما احط توقعات اصلا..لان التوقعات الناصعة هي اللي تجيب العيد بالنسبة لي🥲🤣

    Liked by 1 person

    • انتبهت للتو لتعليقك ، شكرًا لمرورك ولقراءة ما أكتب،
      لا تخففين التوقع لأنه حقيقة، الآن -بعد مرور سبعة أشهر- أقول كيف هذا الحب الطاغي الذي يأسرني حين أتأمل طفلي ،، الأمومة بكل طفل تكبر وتطغى والحب لا ينتهي، وتتمحور حياتك حول أطفالك فعلا وأنت سعيدة.
      الأمومة جميلة رغم الصعاب،
      فترة النفاس وما بعد الولادة تحتاج أن لا تكبت حتى لا تكبر التعاسة، هو شيء فطري لا حول لنا ولا قوة فيه ):

      إعجاب

أضف تعليق